مع قرب عودة ترامب.. اشتعال «حرب» الرسوم الجمركية بين واشنطن وبكين
مع قرب عودة ترامب.. اشتعال «حرب» الرسوم الجمركية بين واشنطن وبكين
اشتعلت “حرب” الرسوم الجمركية مبكرا بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، قبل عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير المقبل.
وأعلنت بكين اليوم الأربعاء أنها ستفرض قيودًا على تصدير المكونات الأساسية لصناعة أشباه الموصلات إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ردًا على القيود الجديدة التي أعلنتها واشنطن يوم الاثنين الماضي. بحسب وكالة فرانس برس.
وتستهدف الخطوة الأمريكية تقييد قدرة الصين على تصنيع الشرائح الإلكترونية، وتشمل إدراج 140 شركة صينية، مثل "ناورا تكنولوجي غروب"، في قائمة الشركات الممنوعة من الحصول على المعدات والبرمجيات المتطورة.
تأتي هذه القيود كجزء من سلسلة إجراءات أطلقتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال السنوات الثلاث الماضية لعرقلة طموحات الصين في مجال أشباه الموصلات.
وتضمنت الحزمة الأخيرة قيودًا على شحنات رقائق الذاكرة المتطورة ومعدات تصنيع الرقائق.
وتهدف الخطوات الأمريكية إلى الحد من استخدام هذه التقنيات في تطبيقات عسكرية قد تهدد الأمن القومي الأمريكي.
ترامب وعودة التوتر التجاري
تزامنًا مع هذه التطورات، يثير احتمال عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض جدلًا حول استمرارية النهج الصارم تجاه الصين.
واستخدم ترامب خلال ولايته الأولى الرسوم الجمركية والقيود التجارية كأداة لتحقيق أهدافه في السياسة الخارجية، مهددًا بتوسيع هذه السياسات لتشمل منتجات كندية ومكسيكية إلى جانب الصينية.
واعتبر مساعد وزير الشؤون الخارجية الأمريكي السابق لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، بيتر بروكس، أن التوترات بين واشنطن وبكين وصلت إلى مستويات مرتفعة، مشيرًا إلى صعوبة التنبؤ بتحركات ترامب المقبلة.
وفي الوقت ذاته، وصف الخبير في الشؤون الصينية، إينار تانغين، لوكالة فرانس برس هذه التصعيدات بأنها مؤشر على رغبة ترامب في تصعيد "حرب تجارية" مع الصين حال عودته للرئاسة.
تداعيات القيود التقنية
تتضمن القرارات الأمريكية الجديدة قيودًا على تصدير أدوات تصنيع الرقائق المصنعة في دول مثل سنغافورة وماليزيا، بالإضافة إلى تقنيات تدريب الذكاء الاصطناعي التي تعتمد على رقائق الذاكرة عالية النطاق الترددي.
وتمثل هذه الخطوات ضربة لمحاولات الصين تطوير بنيتها التحتية التقنية والذكاء الاصطناعي، مع تكثيف الجهود الأمريكية لكبح تطور التكنولوجيا الصينية ذات الاستخدامات العسكرية.
ومن المتوقع أن تستمر حالة التصعيد في الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، وسط تنافس متزايد على السيطرة على صناعة أشباه الموصلات، التي تعد أحد القطاعات الاستراتيجية الأساسية في الاقتصاد العالمي والتكنولوجيا الحديثة.